أعلن المركز المتخصص في متابعة الأحوال الجوية الفضائية SWPC والذي يندرج تحت مظلة الهيئة القومية لعلوم المحيطات والجو NOAA في الولايات المتحدة الأمريكية، عن تحذير من وقوع عاصفة جيومغناطيسية يوم الأحد القادم. جاء هذا التحذير إثر رصد موجة من الانفجارات الشمسية ذات الشدة X 1 1 من خلال الأقمار الاصطناعية المخصصة لمراقبة النشاط الشمسي، بالإضافة إلى كشفها عن تدفق سريع للجسيمات من الثقب الإكليلي (CH HSS).
تُشير التنبؤات إلى إمكانية وقوع عاصفة جيومغناطيسية. قوية
وفقاً لما توقعته الدراسات، ستتدفق البلازما الشمسية باتجاه الكرة الأرضية، ما قد يتسبب في حدوث عاصفة مغناطيسية شديدة. يرافق العواصف المغناطيسية ظهور الأضواء القطبية، التي تنشأ عند التفاعل بين الجسيمات الشمسية المشحونة وغلاف الأرض الجوي. كما يُتوقع أن تكون هذه الظاهرة مشهودة من مناطق بعيدة جنوباً، مثل ولاية ألاباما، وأجزاء شمالية من ولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة، وذلك اليوم الاثنين.
تصنيف قوة الموجة يرتفع اليوم
تُعتبر الموجة الافتتاحية للطاقة المغنطيسية التي انتشرت واستقرت على كوكب الأرض، أنها تقع ضمن فئة الدرجة G1 أو G2 وفقًا للتصنيف الخماسي المُستخدم لقياس العواصف المغناطيسية الكونية، ومن المنتظر أن يشهد هذا التصنيف ارتقاءً ليبلغ الدرجة G3 يوم الاثنين.
مع ذلك، لاحظ متخصصو علم الفلك ظروفاً جوية عنيفة في الكون خلال الساعات الأربع وعشرين المنصرمة، حيث تم تقييمها بأنها من النوع G4. ويُتوقع استمرار هذه الظروف، طبقاً للبيانات الصادرة عن مركز التوقعات الجوية الكونية SWPC.
تُعتبر العواصف المغناطيسية التي تحمل التصنيف G1 من أخف العواصف بشكل عام، وغالبًا ما تؤدي إلى ظهور الأضواء الشمالية فوق مناطق مثل ألاسكا وكندا، كما ورد في تقرير صحيفة "نيويورك بوست". وتشير التقديرات إلى أن العواصف بتصنيف G3 قد تتيح مشاهدة هذه الأضواء من مواقع أكثر جنوبًا مثل ولايات واشنطن وويسكونسن ونيويورك، بشرط أن تكون السماء خالية من الغيوم.
ولكن ما هو الشفق القطبي؟
ظاهرة الأضواء الشمالية المعروفة بالأورورا، تُعتبر من الأحداث الطبيعية الخلابة التي تقع في الأقاليم القريبة من القطبين الشمالي والجنوبي، نتيجة التفاعل بين الجزيئات المشحونة المنبعثة من أشعة الشمس والطبقات العليا من الغلاف الجوي لكوكب الأرض.
في حالات الانفجارات الشديدة الناجمة عن نشاطات شمسية كالعواصف البركانية، ينجم عنها انطلاق سيل من الجسيمات ذات الشحنات الكهربائية التي تعرف بتيارات الرياح الشمسية. هذه الجسيمات تنطلق من الشمس باتجاه الأرض عبر الوسط الكوني الشمسي، وبمجرد وصولها إلى الطبقات العليا من الغلاف الجوي الأرضي، تبدأ بالتفاعل مع الغازات السائدة هناك كالأكسجين والنيتروجين.
كنتيجة لهذا التفاعل، تنطلق طاقة على هيئة ضوء ملون ينتشر في الفضاء السماوي.
الألوان التي نراها غالباً في الأضواء القطبية هي الأخضر والأحمر، إلا أنه من الممكن أن نشهد أيضاً ألواناً أخرى كالأزرق والبنفسجي والزهري.
ظاهرة الأضواء الشمالية عادةً ما تكون مرئية في المناطق الواقعة بالقرب من القطبين الأرضيين، كالقطب الشمالي والجنوبي. إلا أنه في بعض الحالات الاستثنائية وأثناء العواصف الجيومغناطيسية العنيفة، قد تظهر هذه الأضواء في مناطق أكثر بعداً عن الأقطاب.
يشكل الأضواء الشمالية مشهداً رائعاً ويبعث على الفتنة، ويكون مصدر إلهام للراغبين في مشاهدته. تتميز المناطق الاستوائية بكونها وجهة معروفة لعشاق مراقبة هذا الشفق، إذ يتوافد الزوار من شتى بقاع الأرض للإستمتاع بعرض هذه الظاهرة المذهلة وأخذ صور استثنائية لها.