الأجهزة القابلة للارتداء والصحة

 

الأجهزة القابلة للارتداء والصحة: دليل شامل لأحدث الأجهزة القابلة للارتداء لمراقبة الصحة وفوائدها

في عصر التكنولوجيا المتسارع، أصبحت الأجهزة القابلة للارتداء جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وخاصة في مجال الصحة واللياقة البدنية. هذه الأجهزة الذكية، التي تشمل الساعات الذكية وأشرطة اللياقة البدنية والملابس الذكية وغيرها، تقدم إمكانيات هائلة لمراقبة صحتنا وتحسين نمط حياتنا. في هذا المقال، سنستعرض أنواع الأجهزة القابلة للارتداء، وكيفية عملها، وفوائدها، ودقتها، واستخداماتها الطبية، والتحديات التي تواجهها.



ما هي الأجهزة القابلة للارتداء؟

الأجهزة القابلة للارتداء هي أجهزة إلكترونية يمكن ارتداؤها على الجسم، إما كملحقات أو كجزء من المواد المستخدمة في الملابس. تستخدم هذه الأجهزة مستشعرات متطورة لجمع البيانات عن المستخدم وبيئته، وتحليل هذه البيانات لتقديم معلومات قيمة عن الصحة واللياقة البدنية.

أنواع الأجهزة القابلة للارتداء

تتنوع الأجهزة القابلة للارتداء بشكل كبير، ومن أبرز أنواعها:

1. الساعات الذكية

تعد الساعات الذكية من أكثر الأجهزة القابلة للارتداء شيوعًا. توفر هذه الساعات مزايا متقدمة مثل تتبع الأنشطة الرياضية المختلفة، وقياس معدل نبضات القلب، ومراقبة النوم، وربطها بتطبيقات الهاتف الذكي لمتابعة التقدم اليومي. من أشهر الساعات الذكية: Apple Watch، وSamsung Galaxy Watch، وFitbit Versa.

2. أشرطة اللياقة البدنية

تتميز أشرطة اللياقة البدنية بخفة وزنها، وفعاليتها في تتبع الخطوات والسعرات الحرارية ومستويات النشاط اليومي. وهي عادة ما تكون أقل تكلفة من الساعات الذكية، مما يجعلها خيارًا مناسبًا للمبتدئين في عالم الأجهزة القابلة للارتداء. من أشهر أشرطة اللياقة البدنية: Fitbit Charge، وXiaomi Mi Band، وGarmin Vivosmart.

3. الأحذية الذكية

تأتي الأحذية الذكية مزودة بمستشعرات لقياس المسافات المقطوعة، وتحليل أنماط المشي والجري بدقة. يمكن لهذه الأحذية أن تساعد في تحسين تقنية الجري وتقليل خطر الإصابة.

4. الملابس الذكية

تحتوي الملابس الذكية على ألياف إلكترونية مدمجة، تراقب حركة العضلات ووضعية الجسم أثناء التمارين الرياضية. يمكن لهذه الملابس أن تساعد في تحسين الأداء الرياضي وتقليل خطر الإصابة.

5. نظارات الواقع المعزز

تُستخدم نظارات الواقع المعزز في بعض الرياضات لتحليل الأداء الفوري، وعرض البيانات أثناء التمارين. يمكن لهذه النظارات أن تساعد في تحسين الأداء الرياضي وتوفير معلومات قيمة في الوقت الفعلي.

كيف تعمل الأجهزة القابلة للارتداء؟

تعتمد الأجهزة القابلة للارتداء على مجموعة متنوعة من المستشعرات لجمع البيانات وتحليلها. من أهم هذه المستشعرات:

1. مقاييس التسارع

تستخدم مقاييس التسارع بشكل شائع لقياس التسارع – معدل تغير سرعة الجسم. بشكل تقريبي، يمكنها اكتشاف ما إذا كان المستخدم يتحرك. نتيجة لذلك، فهو المستشعر الأكثر شيوعًا الموجود في جميع أنواع الساعات الذكية.

الميزة الأكثر شيوعًا لمقياس التسارع في الساعة الذكية هي تتبع الحركة. يمكن لمقياس التسارع قياس مستويات نشاط المستخدم عند الجري أو الركض. بناءً على هذه القياسات، يمكنه حساب الخطوات وبالتالي حساب المسافة والسعرات الحرارية والبيانات الأخرى.

2. مستشعرات معدل ضربات القلب

تم تصميم جهاز مراقبة معدل ضربات القلب (HRM)، أو مستشعر معدل ضربات القلب، لاكتشاف وقياس معدل ضربات القلب والنبض. في الوقت الحاضر، تحتوي معظم الساعات الذكية على هذا النوع من أجهزة الاستشعار المصممة لتحقيق ميزات الكشف عن معدل ضربات القلب.

تستخدم مستشعرات معدل ضربات القلب في معظم الساعات الذكية تقنية التصوير الضوئي بالتحجم (PPG) لقياس معدل ضربات قلب المستخدم ونبضه عن طريق اكتشاف تدفق الدم في المعصم.

3. مستشعرات SpO2

مستشعر SpO2 هو جهاز استشعار يستخدم لقياس مستوى تشبع الأكسجين في الدم. يعمل مستشعر SpO2 بطريقة مشابهة لمستشعر معدل ضربات القلب PPG، حيث يستخدم الضوء لقياس مستوى الأكسجين في الدم.

4. مستشعرات درجة حرارة الجلد

تقيس مستشعرات درجة حرارة الجلد درجة حرارة سطح الجلد، مما يساعد في مراقبة الحالة الصحية العامة للمستخدم.

5. مستشعرات تخطيط القلب

تستخدم مستشعرات تخطيط القلب لقياس النشاط الكهربائي للقلب، مما يساعد في اكتشاف اضطرابات نبض القلب.

6. الجيروسكوب

يستخدم الجيروسكوب لقياس التوجه والدوران، مما يساعد في تتبع حركات المستخدم بدقة أكبر.

7. نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)

يستخدم نظام تحديد المواقع العالمي لتتبع موقع المستخدم، مما يساعد في قياس المسافات المقطوعة بدقة.

فوائد الأجهزة القابلة للارتداء

تقدم الأجهزة القابلة للارتداء العديد من الفوائد للمستخدمين، منها:

1. تحفيز النشاط البدني

تساعد الأجهزة القابلة للارتداء في تحفيز النشاط البدني من خلال توفير إشعارات تذكيرية وتحفيزية لممارسة الرياضة. يمكن لهذه الأجهزة أن تساعد المستخدمين في تحقيق أهدافهم الصحية من خلال تتبع تقدمهم وتشجيعهم على الاستمرار.

2. تحليل الأداء الرياضي

تساعد الأجهزة القابلة للارتداء الرياضيين في تحسين مستواهم من خلال جمع وتحليل البيانات بدقة. يمكن لهذه الأجهزة أن توفر معلومات قيمة عن الأداء الرياضي، مثل معدل ضربات القلب، والسرعة، والمسافة، والسعرات الحرارية المحروقة.

3. متابعة الصحة العامة

تساعد الأجهزة القابلة للارتداء في متابعة الصحة العامة وإمكانية الكشف المبكر عن المشكلات الصحية، مثل اضطرابات نبض القلب أو قلة النشاط. يمكن لهذه الأجهزة أن توفر معلومات قيمة عن الحالة الصحية للمستخدم، مما يساعد في اتخاذ قرارات صحية أفضل.

4. مراقبة النوم

تساعد الأجهزة القابلة للارتداء في مراقبة جودة النوم وتحديد أنماط النوم. يمكن لهذه الأجهزة أن توفر معلومات قيمة عن مدة النوم، ومراحل النوم، واضطرابات النوم، مما يساعد في تحسين جودة النوم.

5. الراحة والسهولة

تتميز الأجهزة القابلة للارتداء بتصميمها المريح والمحمول، حيث يمكن استخدامها في أي وقت ومكان. يمكن لهذه الأجهزة أن توفر معلومات قيمة عن الحالة الصحية للمستخدم دون الحاجة إلى زيارة الطبيب.

دقة الأجهزة القابلة للارتداء

على الرغم من الفوائد العديدة للأجهزة القابلة للارتداء، إلا أن هناك تساؤلات حول دقة البيانات التي توفرها. وفقًا لدراسة نشرت في مجلة الطب الرياضي، فإن دقة الأجهزة القابلة للارتداء تختلف باختلاف نوع البيانات التي يتم قياسها:

1. معدل ضربات القلب

يمكن للأجهزة القابلة للارتداء قياس معدل ضربات القلب بدقة تصل إلى خطأ قدره زائد أو ناقص 3 في المئة، اعتمادًا على عوامل مثل لون البشرة، شدة التمرين، ونوع النشاط.

2. عدد الخطوات

تقدر الأجهزة القابلة للارتداء عمومًا عدد الخطوات التي يمشيها الشخص بشكل أقل بنسبة حوالي 9 في المئة.

3. استهلاك الطاقة

تتراوح هوامش الخطأ في قياس استهلاك الطاقة (أي عدد السعرات الحرارية التي تحرقها أثناء التمرين) من ناقص 21.27 في المئة إلى زائد 14.76 في المئة، حسب الجهاز المستخدم والنشاط الذي تم القيام به.

4. النوم

تميل الأجهزة القابلة للارتداء إلى المبالغة في تقدير إجمالي وقت النوم وكفاءته عادةً بما يتجاوز 10 في المئة. كما أنها تميل إلى تقليل تقديرات تأخير بدء النوم (أي الوقت الذي يستغرقه الشخص للوصول إلى النوم) واليقظة بعد بدء النوم. تراوحت الأخطاء من 12 في المئة إلى 180 في المئة، مقارنةً بالقياسات القياسية المستخدمة في دراسات النوم.

الاستخدامات الطبية للأجهزة القابلة للارتداء

تتجاوز فوائد الأجهزة القابلة للارتداء مجرد تتبع اللياقة البدنية، حيث يمكن استخدامها في مجموعة متنوعة من التطبيقات الطبية:

1. مراقبة مرضى القلب

كشف باحثون في جامعة برمنغهام البريطانية أن مراقبة معدل ضربات القلب والنشاط البدني باستخدام الأجهزة الذكية القابلة للارتداء -مثل الساعات الذكية أو معصم اليد الذكي- من قبل المستهلكين؛ لها قيمة طبية عند مقارنة استجابة المرضى لعلاجين مختلفين للرجفان الأذيني وفشل عضلة القلب.

وجمعت الأجهزة القابلة للارتداء -المكونة من سوار معصم وهاتف ذكي متصل- كمية كبيرة من البيانات عن استجابة المرضى لدواءين مختلفين وصفا كجزء من تجربة أجريت على المرضى بتمويل من المعهد الوطني للبحوث الصحية والرعاية.

2. مراقبة مرضى السكري

يمكن للأجهزة القابلة للارتداء مراقبة مستويات السكر في الدم بشكل مستمر، مما يساعد مرضى السكري في إدارة حالتهم بشكل أفضل.

3. مراقبة مرضى الصرع

يمكن للأجهزة القابلة للارتداء اكتشاف نوبات الصرع والتنبيه بها، مما يساعد في توفير المساعدة الطبية في الوقت المناسب.

4. مراقبة كبار السن

يمكن للأجهزة القابلة للارتداء مراقبة الحالة الصحية لكبار السن، واكتشاف السقوط، والتنبيه بالحالات الطارئة.

5. مراقبة الحمل

يمكن للأجهزة القابلة للارتداء مراقبة الحالة الصحية للمرأة الحامل، ومراقبة نبض الجنين، والتنبيه بأي مشكلات صحية.

تحديات الأجهزة القابلة للارتداء

على الرغم من الفوائد العديدة للأجهزة القابلة للارتداء، إلا أنها تواجه بعض التحديات:

1. دقة البيانات

كما ذكرنا سابقًا، تختلف دقة البيانات التي توفرها الأجهزة القابلة للارتداء باختلاف نوع البيانات التي يتم قياسها. يجب على المستخدمين أن يكونوا على دراية بهذه الاختلافات وأن يستخدموا البيانات كمؤشر عام وليس كقياس دقيق.

2. خصوصية البيانات

تجمع الأجهزة القابلة للارتداء كميات كبيرة من البيانات الشخصية، مما يثير مخاوف بشأن خصوصية هذه البيانات وأمنها. يجب على المستخدمين أن يكونوا على دراية بكيفية استخدام بياناتهم وحمايتها.

3. التوافق مع الأجهزة الأخرى

قد تواجه الأجهزة القابلة للارتداء تحديات في التوافق مع الأجهزة الأخرى، مثل الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر. يجب على المستخدمين التأكد من توافق الجهاز مع أجهزتهم الأخرى قبل شرائه.

4. عمر البطارية

تعاني بعض الأجهزة القابلة للارتداء من قصر عمر البطارية، مما يتطلب شحنها بشكل متكرر. يجب على المستخدمين مراعاة عمر البطارية عند اختيار الجهاز.

5. التكلفة

قد تكون بعض الأجهزة القابلة للارتداء مكلفة، خاصة تلك التي توفر ميزات متقدمة. يجب على المستخدمين مراعاة التكلفة والميزات التي يحتاجونها عند اختيار الجهاز.

مستقبل الأجهزة القابلة للارتداء

يبدو مستقبل الأجهزة القابلة للارتداء واعدًا، مع توقعات بتطورات كبيرة في المجالات التالية:

1. تحسين دقة البيانات

مع تطور التكنولوجيا، من المتوقع أن تتحسن دقة البيانات التي توفرها الأجهزة القابلة للارتداء. يمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة فائدتها في المجالات الطبية والصحية.

2. توسيع نطاق القياسات

من المتوقع أن تتوسع الأجهزة القابلة للارتداء في نطاق القياسات التي توفرها، لتشمل قياسات أكثر تعقيدًا مثل مستويات الهرمونات والمؤشرات الحيوية الأخرى.

3. تكامل أكبر مع الأنظمة الصحية

من المتوقع أن تتكامل الأجهزة القابلة للارتداء بشكل أكبر مع الأنظمة الصحية، مما يسمح بمشاركة البيانات مع الأطباء ومقدمي الرعاية الصحية بشكل أكثر سهولة.

4. تطوير أجهزة أكثر راحة

من المتوقع أن تصبح الأجهزة القابلة للارتداء أكثر راحة وأقل وضوحًا، مما يجعلها أكثر قبولًا للاستخدام اليومي.

5. تطوير تطبيقات جديدة

من المتوقع أن تتطور تطبيقات جديدة للأجهزة القابلة للارتداء، مما يوسع نطاق استخدامها في مجالات مختلفة.

نصائح لاختيار الجهاز القابل للارتداء المناسب

عند اختيار جهاز قابل للارتداء، يجب مراعاة العوامل التالية:

1. الهدف من الاستخدام

حدد الهدف من استخدام الجهاز، سواء كان لتتبع اللياقة البدنية، أو مراقبة الصحة، أو كلاهما.

2. الميزات المطلوبة

حدد الميزات التي تحتاجها في الجهاز، مثل قياس معدل ضربات القلب، أو مراقبة النوم، أو تتبع النشاط البدني.

3. التوافق مع الأجهزة الأخرى

تأكد من توافق الجهاز مع أجهزتك الأخرى، مثل الهاتف الذكي أو جهاز الكمبيوتر.

4. عمر البطارية

راعِ عمر البطارية عند اختيار الجهاز، خاصة إذا كنت تخطط لاستخدامه بشكل مستمر.

5. التكلفة

راعِ التكلفة والميزات التي تحتاجها عند اختيار الجهاز.

الخلاصة

تقدم الأجهزة القابلة للارتداء فرصًا هائلة لتحسين الصحة واللياقة البدنية، من خلال توفير بيانات قيمة عن النشاط البدني والحالة الصحية. ومع تطور التكنولوجيا، من المتوقع أن تصبح هذه الأجهزة أكثر دقة وفائدة في المجالات الطبية والصحية.

ومع ذلك، يجب على المستخدمين أن يكونوا على دراية بالتحديات التي تواجهها هذه الأجهزة، مثل دقة البيانات وخصوصيتها، وأن يختاروا الجهاز المناسب لاحتياجاتهم.

في النهاية، يمكن للأجهزة القابلة للارتداء أن تكون أداة قيمة في رحلة الصحة واللياقة البدنية، ولكنها ليست بديلاً عن الرعاية الطبية المهنية. يجب استخدامها كأداة مساعدة، وليس كبديل عن استشارة الطبيب في حالة وجود مشكلات صحية.

المصادر

  1. موقع istarmax - أجهزة الاستشعار في الساعات الذكية وأجهزة تتبع اللياقة البدنية: كيف تعمل؟
  2. موقع kooora - الأجهزة الرياضية القابلة للارتداء.. شريكك الذكي في تحقيق أهدافك الصحية
  3. موقع DW - ما مدى دقة أجهزة تتبع اللياقة البدنية القابلة للارتداء؟
  4. الجزيرة نت - الأجهزة الذكية القابلة للارتداء مفيدة في تقييم حالة مرضى أمراض القلب
TIGER
TIGER
تعليقات